كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



طولب بها فأنكر فعذب بأنواع العذاب فما أقر بشيء فأخذه الراضي بالله فقربه وأدناه وقال:ترى مطالبة الجند لنا والذي عندك ليس بنافعك فاعترف به قال:أما إذ فعلت هذا (1) فالمال دفنته في البستان.
وكان قد أنشأ بستانا فيه أصناف الثمر والقصر الذي زخرفه.
فقال:وفي أي مكان هو؟
قال:أنا مكفوف ولا أهتدي إلى البقعة فاحفر البستان تجده فحفروا البستان وأساس القصر وقلعوا الشجر فلم يوجد شيء.
فقال:وأين المال؟
قال:وهل عندي مال؟!!إنما كان حسرتي في جلوسك في البستان وتنعمك ففجعتك به (2) .
فأبعده وحبسه فأقام إلى سنة ثلاث وثلاثين ثم أخرج إلى دار ابن طاهر فكان تارة يحبس وتارة يهمل.
فوقف يوما بالجامع بين الصفوف وعليه جبة بيضاء وقال:تصدقوا علي فأنا من قد عرفتم.
وأراد أن يشنع على الخليفة المستكفي فقام إليه ابن أبي موسى الهاشمي فأعطاه ألف درهم فمنعوه من الخروج (3) .
ثم مات:في سنة تسع وثلاثين وثلاث مائة وله ثلاث وخمسون سنة وله من الأولاد:عبد الصمد وأبو القاسم وأبو الفضل وعبد العزيز (4) .
ووزر له:أبو علي بن مقلة ثم محمد بن القاسم ثم الخصيبي.
ونفذ على إمرة مصر أحمد بن كيغلغ إذ توفي أميرها تكين الخاصة (5) .
__________
(1) أي: من إكرامه له.
(2) " مروج الذهب ": 2 / 528.
(3) " المنتظم ": 6 / 265.
(4) " تاريخ الخلفاء ": 390.
(5) تقدمت ترجمته رقم / 55 / من هذا الجزء.